تنطلق السبت فعاليات مؤتمر المجلس العربي بعنوان “التحول الديمقراطي في العالم العربي. خارطة طريق”، في مدينة سراييفو بجمهورية البوسنة والهرسك، بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين والنشطاء السياسيين العرب.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة وتقييم التجربة التي عاشتها البلاد العربية بعد الربيع العربي، والتي شهدت فشل الانتقال الديمقراطي في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا، وانتكاس الحراك الشعبي في الجزائر والسودان، وتراجع التجارب الديمقراطية في لبنان والعراق، وما رافق ذلك من انتعاش للاستبداد وتراجع للحريات وزيادة في منسوب القمع. وأمام تراجع النموذج الديمقراطي في المنطقة العربية وفي العالم، في مقابل انتشار النزعات الاستبدادية والشعبوية، وزيادة تأثير المال والإعلام والأقليات المؤثرة على صناعة القرار في بلدان عدة.
ويعد المؤتمر فرصة للباحثين للاجتماع والقيام بعصف ذهني جماعي من أجل بلورة خارطة طريق للنضال الديمقراطي في الدول العربية في العقود المقبلة تتضمن تحديد خصائص الديمقراطية المطلوبة وشروط نجاحها.
كما يعد المؤتمر فرصة للتفكير في طرق تشبيك العمل الديمقراطي العربي لتغيير واقع الديمقراطية بالمنطقة. كما يهدف إلى بناء نواة “شبكة ديمقراطية عربية” تعمل على مواصلة نضال أجيال متتابعة لتنعم الشعوب بحق العيش بحرية، وفي كنف دولة قانون ومؤسسات وحكم رشيد، لكون الديمقراطية الخيار الوحيد للخروج من المآسي التي تعيشها الشعوب العربية، وخاصة بعد أن عاشت عدة عقود من الاستبداد والتبعية والتخلف.
وسيتيح المؤتمر الفرصة لتقديم إسهام الديمقراطيين العرب في النقاش العالمي حول أزمة الديمقراطية في معاقلها بالغرب، وكيف يمكن تجديد مفهوم الديمقراطية وتطوير أشكال ممارستها في مواجهة الأمراض والعراقيل التي أصابتها في الصميم، وكيف يمكن بناء تحالف دولي واسع بين المدافعين عن الديمقراطية من مختلف الأجناس، وذلك بحضور مجموعة من الباحثين الدوليين المعروفين المتخصصين في الديمقراطية.
وسبق للمجلس العربي تنظيم مؤتمرات أخرى، أبرزها “عرب المستقبل من أمة رعايا إلى أمة مواطنين” الذي عقد في إسطنبول في آذار/ مارس 2019 بحضور 170 شخصية عربية، ومؤتمر ” الربيع العربي دروس التجربة وتحديات المستقبل ” الذي انعقد في فبراير/شباط 2021، وكذلك مؤتمر ”الديموقراطية أولاً في العالم العربي” الذي انعقد في كانون الأول/ ديسمبر 2021 بالتوازي مع مؤتمر قمة بايدن للديمقراطية.